أكد فضيلة الدكتور القره داغي ، أن إراقة الدماء في سوريا واليمن، تفقدان حكامهما شرعية الحكم باتفاق العلماء. ونبَّه إلى أن المقصد الشرعي من الإمام أو من الخليفة أو من أي حاكم هو حماية المسلمين، فإذا لم يوفر الحماية افتقد الشرعية. وخاطب من يقول إنه يحب وطنه قائلا: إذا كنت تدعي حب الوطن، فاعمل لوطنك. جاء ذلك في خطبة ألقاها بجامع السيدة عائشة بفريق كليب. واستنكر القره داغي ما تدعو إليه الجامعة العربية من المصالحة بين الشعوب والأنظمة العربية خاصة في اليمن وسوريا، واستنكر أن تتم مثل تلك المصالحة مع أنظمة تعيث فساداً في الأرض وتقتل شعوبَها، مشيراً إلى أن أي نظام يقتل شعبه يفقد شرعيته حتى لو كان قد جاء بطريقة شرعية إلى الحكم.
وتساءل: ما الذي يحدث في عالمنا؟ يقتل الأبرياء وتراق دماؤهم بدم بارد وعقلية دكتاتورية غريبة، وفي كل يوم يقتل هؤلاء الشباب والأطفال في سوريا وفي اليمن، تراق دماؤهم لأجل شخص أو نظام فاسد وصل إلى الحكم بطريق غير شرعي، وحتى لو أتى بطريقة شرعية، فإراقة الدماء على هذا المستوى تفقده شرعيته باتفاق العلماء، لأن المقصد الشرعي من الإمام أو من خليفة المسلمين أو من أي حاكم هو حماية المسلمين، فإذا تحول من الحماية إلى القتل أصبح فاقدا للشرعية تماماً، وهذا الذي يجري مع الأسف الشديد، والوضع الذي عليه بعض شعوب الدول العربية، والعالم ساكت، والجامعة العربية تريد أن تقدم مشروع مصالحة، ولكن أي مصالحة؟ ومع من؟ أنت تصالح حينما يسلم القاتل نفسه وأن يكون مستعداً أن يُقتل هو لأنه قد قَتل واحدا أو اثنين، فكيف تصالح لإبقاء الظالم ليعيث في الأرض فسادا أكثر وأكثر؟ فلذلك نحن نوجه نداءنا إلى أمتنا الإسلامية والعربية، وإلى الحكام والعلماء أن يقفوا مع إخوانهم، مع الشعب السوري، والشعب اليمني، ليس للمصالحة فقط، وإنما لإزالة هذا النظام حتى ترتاح هذه الشعوب وتقرر مصيرها، وذلك حق أعطاه الله للإنسان والشعوب، كما أعطته الدول والأمم المتحدة لكل الشعوب أن يختار الإنسان من يمثله.
|