ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


وقفات مع التنظيم في الدين الإسلامي

 

 
 

{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}وقفات مع التنظيم في الدين الإسلاميالشيخ: قسول جلول
تتميز المجتمعات العربية الإسلامية ومن بينها الجزائر بالارتجالية والعشوئية في الكثير من مناحي الحياة. وتمر الأيام والسنون حاملة لنا الدروس القاسية والمواعظ البليغة تبين لنا الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها الآباء وحاول الخروج منها الأبناء ودفع ثمنها الأحفاد ...!!.وديننا مبني على التنظيم الدقيق في كل شيء ..ويدعونا إلى التنطيم والتخطيط والدراسات المستقبلية...!والعشوائية كغيرها من الألفاظ غزت الأفكار ودخلت كمصطلح في فوضى الأشياء أي بدون تخطيط ودراسات مستقبلية تبنى على طرق فوضوية غير علمية ...!كثير ما نسمع في هذه الأيام عن كلمة العشوائية عشوائية في البناء عشوائية في التربية عشوائية عشوائية في التفكير عشوائية في السياسة عشوائية في الرياضة الخ ...فأصبحت العشوائية هي الأصل والتخطيط والتنظيم استثناء...ففي ظل التزاحمات والضغوطات الحياتية التي ترافق الأشخاص في مختلف مجالات حياتهم أضحت العشوائية والفوضى والبعد عن التخطيط من أبرز أعداء النجاح والتقدم حيث يفقد المجتمع  سيطرته على مجرى الأمور نظراً للضغوطات التي يتعرض لها يومياً لذلك أصبح التخطيط المسبق للأشياء والإعداد لها من ركائز ومقومات الوصول إلى الأهداف ومن هذا المنطلق ونظراً لأهمية هذا الجانب اخترنا هذا الموضوع وكيف عالج الإسلام هذه الظاهرة بطرق علمية تعريفية تدريبية تتجلى في الجانب التعبدي حيث جعل العبادات كقاعدة أساسية للتخطيط للوصول إلى نتيجة مرضية حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة ....ولسان حاله يقول داعيا ((قوله تعالى: ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) ...أي يكون العمل بشكل مفصل عن الخطة ومفهومها وأهيمتها... والسير عن الطريق المستقيم الذي قال الله فيه: ((وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)).ومن يجب على المسلم أن يجعل خطة للعمل مدروسة وممنهجة  تضم أبرز الخطوات والمراحل التي من المفترض أن يتعها الشخص خلال حياته وأداء مهامه العملية والتعبدية من صلاة وزكاة وحج وفكر وتفكير ((وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك)) كما تخطط للآخرة وتريد الوصول إلى جنات رب العالمين فكذلك يجب التخطيط للمستقبل والأخذ بالأسباب بعلمية وموضوعية وعقلنة ! وتحديد المتغيرات والعوامل الداخلية والخارجية وتخصيص الموارد المتاحة والتنبؤ بالموارد والفرص التي يمكن الحصول عليها مستقبلاً وتعني الدراسات المستقبليةفالإسلام أعطى لنا وبين لنا طريق النجاح والفوز في الدنيا والآخرة ... قال لنا ربنا ((قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْم لَّا يُؤْمِنُونَ)) سورة يونس الآية 101.وقوله ((وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ). [سورة الذاريات الآية:21وإن هذه الشريعة كلها محاسن وتربي المسلمين فيما تربيهم عليه على: الانضباط والانتظام وعدم الفوضى والعشوائية وإذا نظرت إلى أحكام الله القدرية الكونية والشرعية الحكمية لتجدن في ذلك ما يذهل!
انضباط وانتظام حركة الكونفالله -سبحانه وتعالى- خلق الكون في غاية الانتظام والانضباط: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] كل شيء عنده بمقدرا.خلق هذه الكواكب والأفلاك تدور في مساراتها بهذه السرعات المعينة في هذه المسارات المعينة لا تخرج عنها وبذلك ينتظم الكون: {لَا الشَّمْسُ َنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَك يَسْبَحُونَ} يس: 40.{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَك يَسْبَحُونَ} يس: 38 - 40. هل ترى {فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُت } الملك: 3؟. {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُت } الملك: 3.
انضباط وانتظام أوقات العباداتوإذا نظرت إلى شرعه كيف علمنا الانضباط في الشرع وجعل لنا آيات فيه: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} البقرة: 189.هذه الصلاة -يا عباد الله- دخول أوقاتها بأي شيء يكون؟ آيات تضبط لنا العبادات إذا طلع الفجر دخل الوقت إذا طلعت الشمس خرج الوقت إذا زالت عن كبد السماء دخل الوقت ظل كل شيء مثله خرج الوقت ودخل العصر الذي بعده ظل كل شيء مثليه اصفرت الشمس لا يجوز تأخير العصر إليه غربت انتهى الوقت وقت الاختيار ووقت الاضطرار غاب الشفق وجاء الليل الأسود البهيم خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء انتصف الليل خرج العشاء وبقي وقت الاضطرار إلى الفجر وهكذا في مسلسل بديع من ضبط العبادات.الصيام إذا طلع الفجر كل المسلمين يمسكون إذا غربت الشمس كل مسلم في المكان يفطر وهكذا انظر في صفوف الصلاة لا يتقدم ولا يتأخر المحاذاة بين المناكب والأكعب في مؤخرة الأقدام فتنتظم الصفوف لا أمام ولا خلف ولا ثغرات الاتجاه إلى القبلة إذا كنت في المسجد الحرام إلى عين الكعبة إذا كنت في مكة إلى جهة المسجد إذا كنت خارج مكة إلى مكة إذا كنت خارج الأرض إلى الأرض.هذا الانتظام العجيب تجده في الحج البداية من الحجر والنهاية في الشوط إلى الحجر وهكذا لا زيادة ولا نقصان من الصفا إلى المروة سبعة يعني سبعة لا زيادة ولا نقصان الحصيات ترتيب الجمرات: صغرى وسطى كبرى لا يجوز العكس ولا العشوائية في الترتيب.وهكذا أعمال منظمة أعداد معينة أوقات محددة. إنه شرع يربي على النظام ويربي على الانضباط ويمنع العشوائية ويمنع الفوضوية.
انضباط وانتظام المسلمين في صلاة الجماعة:الإمام: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به إذا ركع فاركعوا إذا رفع فارفعوا إذا سجد فاسجدوا)) [رواه البخاري: 378 ومسلم: 948].ومن الدقة يخبرك الفقهاء بالأحوال الأربعة: المسابقة حرام والموافقة مكروهة والمخالفة أن يتأخر عنه كثيرًا ممنوعة والمتابعة المطلوبة إذا انتهى من (راء): الله أكبر تتحرك.
تحذير الإسلام من العشوائية وبعض صورهاوالله دين عظيم والله إن هذا دين نفيس ما يوجد في الأرض مثله أبدًا لكن التقصير منا نحن.وهذا الخلل في الانضباط له آثار كثيرة السالبة على إنتاجنا وحياتنا واستقرارنا.العشوائية في الأكل العشوائية في النوم العشوائية في الدوام العشوائية في الدراسة.قال نصراني لعلي بن الحسين: ليس كتابكم شيء من الطب؟ قال: كيف تقول هذا وقد جمع نصف الطب في بعض آية؟ قال: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} [الأعراف: 31] فقال النصراني: ما ترك كتابكم لجالينوس شيئًا؟ -جالينوس هذا أبو الطب عندهم!خطر العشوائية وبعض الأمثلة على ذلك كثيرة في عدم احترام النظام في الطرقات مما يتسبب في عدد حوادث عدم التنظيم في العمل حتى في النوم وقس ما قيل على ما لم يقل !!إمام مسجد القدس حيدرة/ الجزائر العاصمة

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات