ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


كلمات خاصة للحجاج

 

 
 

الشيخ: قسول جلول
بالأمس كنا نودع الحجاج ودموعنا على خدودنا لمفارقتهم وخوفا عليهم وبالأمس استقبلنا أول فوج للحجاج ودموعنا على خدودنا فرحا بعودتهم سالمين غانمين !
كعادته يأتي الحج سريعًا ويمضي سريعًا وها نحن نستقبل أفواج الحجاج تباعا وكأننا نودع شهرَ ذي الحجة شهر الحج فيه تؤدى أركان الحج من إحرام وطواف وسعي والوقوف بعرفة شهرَ تتعالى فيه الأصوات ملبية مهللة مكبرة يتميز بالنحر في منى والرحمة في عرفات والعتق من النار.
نُودِع شهر ذي الحجة التي كان فيه شعورنا ومشاعرنا معلقة بأعمال الحج عشنا بقلوبنا بأرواحنا تشبهنا بهم في دعائهم في ذكرهم في تفكرهم رجعنا بعقولنا وأفكارنا إلى عابر الأزمان  وعشنا لحظات مع الزمن الجميل مع إبراهيم عليه السلام وهو يدعو لهذه العائلة والنواة الأولى لبداية مجتمع يعبد الله ويملأ  البيت الحرام.
في هذه الأيام المباركات قام المؤمنون بأعمال ومناسك تعبدية والأيامُ خزائنُ حافظةٌ لأعمال تُدعَون بها يوم القيامة   (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَرًا) (آل عمران: 30 )
يُنادي ربكم: ((يا عبادي إنَّما هي أعمالُكم أُحصيها لكم ثم أوفِّيكم إيَّاها فمَن وجد خيرًا فليحمدِ الله ومَن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسَه)) رواه مسلم.
الحج سوقٌ قام ثم انفضَّ فرعرفات في منى في الحرم رَبِح فيه مَن ربح وخَسِر فيه مَن خسر فمَن كان محسنًا فليحمدِ لله وليسألِ الله القَبولَ فإنَّ الله - جلَّ وعلا - لا يُضِيع أجْرَ مَن أحسن عملاً لقد كان الحج ميدانًا لتنافُسِ الصالحين بأعمالهم ومجالاً لتسابُقِ المحسنين بإحسانهم وعاملاً لتزكية النفوس وتهذيبها وتربيتها : ترى الحجاج وحتى غير الحجاج مجتهدًين في الطاعات فلا تقع عيناك عليهم إلاَّ ساجدًا أو قائمًا أو تاليًا للقرآن أو باكيًا حتى ليكاد يُذكِّرك ببعض عُبَّاد السلف وحتى إنَّك لتشفق عليه من شِدَّة اجتهاده وعبادته ونشاطه وهو ساعيا بين الصفا والمروة وهو في الطواف .......الخ.
كيف يعرف الإنسان أن حجه مقبول إن شاء الله؟
فكل طاعة وعبادة سواءً كانت عمرة حج صيام صلاة صدقة أي عمل صالح كلنا يردد هتاف علي رضي الله عنه يقول: (ليت شعري من المقبول فنهنيه ومن المحروم فنعزيه).
وبعد كل طاعة نردد أيضاً قول ابن مسعود رضي الله عنه: (أيها المقبول هنيئًا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك). ولقد قال عليّ رضي الله عنه:
(لا تهتمّوا لقِلّة العمل واهتمّوا للقَبول) ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: )إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (المائدة:27).
إن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها وهي نعمة القبول. وإذا علم العبد أن كثيراً من الأعمال ترد على صاحبها لأسباب كثيرة كان أهم ما يهمه معرفة أسباب القبول فإذا وجدها في نفسه فليحمد الله وليعمل على الثبات على الاستمرار عليها فما هي أسباب القبول أو ما هي علامات المقبولين:
ـ عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة:
فإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران (من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود فحجه عليه مردود وباب القبول في وجهه مسدود).
- الوجل من عدم قبول العمل:
فالله غني عن طاعاتنا وعباداتنا قال عز وجل ـ: وقال تعالى ـ: (إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر: 7].
3- التوفيق إلى أعمال صالحة بعدها:
إن علامة قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها وإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها فإن الحسنة تقول: أختي أختي. وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله . فالعمل الصالح شجرة طيبة تحتاج إلى سقاية ورعاية حتى تنمو وتثبت وتؤتي ثمارها وإن أهم قضية نحتاجها أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها فنحافظ عليها ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة التي تقدم الحديث عنها.
ـ كثرة الاستغفار:
المتأمل في كثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ أن يختمها العبد بالاستغفار فإنه مهما حرص الإنسان على تكميل عمله فإنه لابد من النقص والتقصير فبعد أن يؤدي العبد مناسك الحج قال تعالى: (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) البقرة:199
- المداومة على الأعمال الصالحة:
كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته) رواه مسلم. و أحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قلَّت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). متفق عليه.
فإذا كان 40ألف حاج جزائري كل سنة يعودون من التعبد مدة الحج من مدرسة النبوة من مصحة رب العالمين يعودون إلى أهليهم وبلدانهم ينفع أمتهم بالدعاء وبما جاء به من أخلاق وما تربى عليه في الحج !!
نحنُ الآنَ - بحمدِ اللهِ _ تم أداء هذا النسك العظيم والسؤالُ الذي يطرح ويجب التوقفَ عنده والتأمُّل فيه: هلْ قُبِلَ مِنَّا ذلك؟. لقَدْ مرَّ بِنا موسمٌ مِنْ مواسمِ التِّجارةِ الأخرويةَّ تجارةِ الآخرةِ الباقيةِ تجارة لَنْ تبورَ تجارة تنجيكمْ مِنْ عذاب أليم تجارة مع الله فهلاَّ حاسبْنا أنفسنا ووقفْنا معهَا: ماذا ربحنَا فيه؟ ماذا استفدْنا منه؟ ما أثرُهُ على نفوسِنا؟ ما تأثيرُه على سلوكياتِنِا؟ هلْ تُقبِّلَ منَّا؟ إنما يتقبل الله من المتقين ...!
فها هي الأمة تودِّع موسم الحج الأكبر وتستقبل حجاجها لكنَّها لم تودِّع مآسيَها الدامية وآلامَها المبرحة وهي تمرُّ اليوم بمِحن عظيمة وجراح عميقة ترى جراحَه في مواقع أخرى ملتهبة حربٌ فكرية وفتنة شرسة لا تبقي ولا تذر حيث دماءُ المسلمين أُزهِقت ونساؤهم رُمِّلَتْ واغتُصبت وأطفالهم يُتِّمتْ كلّ ذلك ممن من  إخوأنهم كما يقول القائل ...إخواننا بغوا علينا !!
لقد امتُحنت الأمَّة بصنوف المكرِ وأثقال المصائب وكان بعضُ ذلك كافيًا للقضاء على هذه الأمة إلاَّ أنَّ قوَّة العقيدة والإيمان ينابيعُ عذبة تتجدَّد رغمَ المصاعب وأنَّ الغدَ المأمول لهذه الرِّسالة والواجب على المسلمين نصرةُ قضايا أمتهم والتحلِّي بالصبر وضبط النفس والإخلاص في الدُّعاء والاستعانة بالله أمامَ العواصف العاتية حتى تنقشعَ الغُمَّة وينكشف الكرب   (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز ) [فاطر: 17].
حج مبرور وسعي مشكور
إمام مسجد القدس حيدرة/ الجزائر العاصمة

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات