ملفات حوارات قضايا مختارات فتاوى أخبار و تقارير الرئيسية


هكذا عالج الإسلام مرض البدانة

 

 
 

وصفة ربانية لأخطر ظواهر العصر
هكذا عالج الإسلام مرض البدانة

الشيخ: قسول جلول

أثرت الحضارة الحديثة سلبا على صحة معظم المجتمعات بسبب  تغير المنظومةالحياتية (عمل غذاء سكن ووسائل الرفاهية والكماليات كالمكيفات وغيرها باعتبار الحضارة الحديثة تقوم على المنفعة المادية وتعتبرها هي الحياة وقد أبعدت في صنع وتطوير الراحة والرفاهية للإنسان فعلى مستوى الغذاء مثلا والذي يعد العامل الأساسي والرئيسي في حفظ الحياة
صرنا نتتبع أساليب مختلفة أغلبها تضر بصحة الإنسان فتطور كل ماله علاقة بالأغذية وكيف ينتجونها إلا الإنسان فلم يقدم له أي توجيهات وإن كانت فغالبيتها تحمل مصطلحات  علمية يفهمها أهل الاختصاص فقط فإذا كانت أغذية الأنعام تستعمل للإنتاج الحيواني كاللحوم وغيرها...فإن الإنسان ليس كذلك ّّّ!!...وعليه فإن السلسلة الغذائية وتنوعها والإشهار والدعوة إليها هي أهم أسباب زيادة الوزن وكأنهم يدعون لتحقيق المقولة (نعيش لنأكل لا نأكل لنعيش).
فزيادة الأكل ونقص الحركة سبب مباشر في البدانة وفي الوقت نفسه الغذاء عامل رئيسي للحفاظ على البدن كما يقال (حفظ الأبدان مقدم على حفظ الأديان) ...
فهذا الإنجاز والتقدم الحضاري له فائدة على الإنسانية ولكن له سلبيات وأضرار تهدد بدن وصحة الإنسان الذي خلقه الله تبارك وتعالى ليتفاعل مع الطبيعة والحياة فالغالب أن منافع الحضارة المادية فيها خير وشر فكل منتوح غذائي نفعي كالسيارة بني على المنفعة المادية والمكيفات ...الخ.
إذن فالتطور التكنولوجي قد يدمر البيئة الجسدية للإنسان  ويتسبب في شقائه ومعاناته من الأمراض المتعددة التي لم تكن  موجودة قبل الحضارة المادية.

كيف يمكن أن نحافظ على أبداننا وأجسامنا ؟
إن الإنسان اليوم يمكن أن يستثمر التكنولوجيا المعاصرة بقدر ما يحقق مصالحه ويحفظ بدنه ويوازن بين الانتفاع بالنعم التي أنعم الله بها علينا دون إسراف أو تقتير والجمع بين الحضارة الحديثة وتحقيق مراد الله من عمارة الأرض وإسعاد البشرية بدل تدميرها كما نلاحظ من خلال المنتجات السلبية للحضارة الحديثة وظهور أمراض ما يعرف بالبدانة الوزن الزائد ...
فكيف عالج الإسلام هذا المرض واعتبر المحافظة على البدن واجبا دينيا ؟؟ !!!...
لا يوجد دين كالإسلام اهتم بصحة الإنسان وجسم الإنسان فهو الدين الوحيد الذي جاء بالمنهج الوسطي الذي يعلم أتباعه التوازن بين الجسد والروح كما علمهم التوازن بين العقل والقلب وبين الدين والدنيا وبين المثالية والواقعية. ويعلمهم كذلك: أن نعمة (العافية) من أعظم نعم الله على الإنسان ومنها: عافية البدن. فلا غرابة أن يسمع الناس يقولون: (إن لبدنك عليك حق) ومن حقه على الإنسان أن يطعمه إذا جاع ويسقيه إذا عطش ويريحه إذا تعب وينظفه إذا اتسخ ويداويه إذا مرض. وهو يعتبر الجسد أمانة عند الإنسان يجب عليه أن يرعاه وأن يحافظ عليه فالمحافظة عليه جزء من المحافظة على الضرورية الثانية من الضروريات الخمس التي جاءت بها الشريعة بل الشرائع كلها.
ولا يجوز أن يضره أو يؤذيه  بالإسراف والزيادة في الأكل  ومخالفة نصائح الأطباء من نهيهم عن تناول بعض المأكولات والمشربات فمخالفتهم لهذه النصائح هي مخالفة دينية وشرعية كما جاء في الحديث: (لا ضرر ولا ضرار) وقال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (البقرة: 195) (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) (النساء: 29).
حتى إن الإسلام شرع الرخص والتخفيفات إذا كان في أداء العبادات والفرائض الدينية على وجهها الأصلي إضرار بالإنسان أو حرج له. وقد قال تعالى بعد أن شرع رخصة التيمم في الطهارة بدلاً عن الوضوء والغسل: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) (المائدة: 6). وقال تعالى في التخفيف عن الصائم وترخيصه الفطر له إذا كان مريضاً أو على سفر: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة: 185). هذه كلها محافظة على الأبدان
من أجل هذا أقول: إنه يجب على الإنسان أن يحافظ على جسده وصحته كما يجب على الدولة أن ترعى صحة المجتمع وقاية من الأضرار التي تسببها بعض المأكلات غير الصحية وعلاجا لكل مرض مسبب لزيادة الوزن والأمراض الناتجة عن ذلك.
وقد شاعت قديما بين المسلمين هذه الجملة: (صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان ورب العباد رؤوف رحيم) فعامة الناس يقولون هذا الكلام وقد أخذوه من الأحكام والرخص الشرعية لأننا في مجتمع مسلم.

مظاهر عناية الإسلام بصحة الإنسان
حرم عليه بعض المأكولات والمشروبات المضرة بالصحة حفاظا على الأبدان والأجسام وجعل القاعدة الذهبة((الوقاية خير من العلاج)) كما حرم أكل الحرام فإنه مجلبة لكل مرض من البدانة وزيادة الوزن وما تسببه من آلام ومعاناة وقد أشار الله عز وجل إلى ذلك بقوله ((إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)).
العبادات التعاملية أساس الدين فإن صَحَّت صحت العبادات وصحت الأبدان والأجسام فالطعام الحلال يجلب الصحة والعافية والطعام الحرام يجلب الأمراض والأسقام والبدانة وزيادة الوزن فهؤلاء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل يحتالون يغتصبون يكذبون يغشون هؤلاء توهَّموا أن الدين في واد وأن الحياة في واد آخر وأن الأمراض لاعلاقة لها بذلك لا أكون مبالغا إذا قلت لكم أن الشفاء من الأمراض بما فيه الوزن الزائد تعالج بطاعة الله وبالإحسان للآخرين وأكل الحلال حدث النبي صلى الله عليه وسلم: (حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمِْ الزَّكَاةِ وَدَاوَوْا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ)).
فحينما يأكل الإنسان أموال الناس بالباطل كأنه يقيم حجاباً بينه وبين ربِّه وكأن الطريق إلى الله ليست سالكة عندئذ يأكل ولا يشبع ينام كثيرا ولا يستيقظ إلا قليلا يشرب ولا يرتوي قد يصلي ولا يشعر أنه يصلي يقرأ القرآن يرى قلبه مغلقاً يذكر الله فلا يرتعش جلده السبب أنه محجوبٌ بالظلم. الآية التي هي أصلٌ في هذا الباب هي قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ). وعليه ننصح من ابتلي بالأمراض أن يأكل الحلال ويتغذى بالحلال فإن له شفاء ... والمحافظة على التسمية قبل الأكل والحمد بعده والتقليل من الأكل والقرآن شفاء حقيقة كما قال الله عز وجل: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) الإسراء/82. (فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ودواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا) [زاد المعاد 4/322 والله أعلم.
ونهى الإسلام الإكثار من الطعام حتى الشبع ووصف (الشبع) بأنه بدعة إن صح سنده ومعناه فالشبع سلوك جديد على المسلمين لم يكن موجودا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رغب في عدم الإكثار من الطعام في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ َطْنِهِ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلات يُقِمْنِ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) رواه الترمذي لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو في التدين وأنكر على من بالغ من أصحابه في التعبد والتقشف مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال. وبعد هذا أفلا نتعلم ذلك في حياتنا فنجنبها الأخطار ونبعدها عن الأضرار ونسعى للحفاظ على سلامة أبداننا عليها ((وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (سورة البقرة الاية 195).
إمام مسجد القدس حيدرة/الجزائر العاصمة

 
   
 

 
           

 



أفضل 10مواقع إسلامية2020

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..هل أصبح موضة قديمة..؟

التسول ظاهرة اقتصادية.. والإسلام منها بريء


ما قل ودل من كتاب أدب الدنيا والدين

التمييز العنصرى ظلم ولكن...

فرح المؤمنين بمساجدهم


الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حوار صريح

القضاء والقدر

جلول حجيمي :لا لمحاولات نشر التشيّع في الجزائر


الحرب على الحجاب تتمدد بالغرب

الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية

إبادة مسلمي ميانمار جريمةٌ حكومية ومسؤولية دولية




من تصميم
من نحن
إتصل بنا
islamarabi.com © 2015-2010
html hit counter
مقالات
مسلمون حول العالم
الرقية الشرعية
الطب النبوي
طريق التوبة
تفسير الاحلام
التنمية البشرية
بستان الحكمة
قضايا إسلامية
للأخوات فقط
فتاوى
مختارات
القدس
ملفات
أخبار و تقارير
حوارات